“نحن نحبه لأنه احبنا اولاً“
الله تعالى هو الحب بنفسه وليس للحب ان يبقى مخزونا بل الحب عطاء… لذا بادر اله الحب بخلق الحياة…. فرشق الفضاء بمجرات لا تحصى واشبع السموات بالنجوم والكواكب, ثم وجه طاقته نحو الارض فخزن سمفونيات في حناجر الطيور ونثر لوحات رائعة فوق الجبال ودس تحفا داخل صدف البحر… كل ما خلقه إله الحب كان من اجلك انت.
انت قوته الدافعة… حين خلق الله السموات والارض كنت في فكره… لقد رش النجوم في السماء لتمتع نظرك في ليلة صيفية صافية, اعطى الورود رائحتها الزكية لتقبل وجهك بنسيمها, واطلق العنان للشلالات الهادرة ليوقظ روحك وينعشها. لقد ملأ الارض جمالا ليبين حبه لك..
اوجد اله الحب جنة عدن من اجلك انت ليتمتع بالشركة والرفقة معك… كان كل شيء رائعا متوجا بالحب الى ان دخل الشر وتسللت الخطية وقطع عصياننا شركتنا مع الله..
لكن اله الحب لم يفرط بنا… محبته تأبى ان تطلقنا الى المجهول القاتم… انه متشوق دوما الى رفقة خليقته وهو القائل “لذتي مع بني آدم.” … لذا اوجد خطة خلاص واظهر قمة محبته اذ مات من اجلنا على الصليب… أي حب اعظم من هذا: ان يبذل المرء نفسه من اجل احبائه لا بل انه مات من اجل اعدائه ايضا… ألسنا اعداء الله حين نختار ان نعيش في الخطية والعصيان؟… ورغم ذلك احبنا ومات من اجلنا.
لو شئنا ان نقيس محبة الله, نجد النبي داود يقول “يا رب محبتك تبلغ السماء وامانتك الى السحاب“…. اله الحب يطهرني بدمه, يمسح دموعي, يملأني احلاما ورجاء, يهمس اغاني الحب في قلبي ويكشف عن نفسه لي…
يا لمحبته المبادرة… فمحبته دفعته ليوجد الكون ومحبته ايضا دفعته ليوجد الفداء ويموت من اجلك…. الهنا ليس الها محبا بل انه الحب نفسه, هو نبع الحب وكل حب لا يرتشف من حب الاله هو حب زائف وقتي وشهواني..
هلا سمحت له اليوم ان يرويك من حبه ويغمرك بذراعيه ويهمس لك, “احبك, انت لي!”