الجمعة , 19 أبريل 2024

Home » قصص لها معنى » صباح الخير يا يمن – بجانب السامرية

صباح الخير يا يمن – بجانب السامرية

يمن الله على بلادنا هذه الأيام بأمطار غزيرة في مناطق مختلفة من مدن وأرياف اليمن..
الظاهرة الملاحظة دائما في مثل هكذا أوقات ومواسم
هي البسمة والفرح وإنتشار الألفة ولين الطباع في قلوب الناس..
يغرد القلب فرحا وترقص المشاعر منتشية على وقع حبات المطر ,, ويفيض السرور أالمفتاح (5)كثر كلما فاضت السيول ..
طبعا كشعب يعتمد الزراعة في الكثير من مصادر دخله سواء بطريقة مباشرة كالفلاحة وتجارة الحبوب والخضروات والقات أو غير مباشرة كالتصنيع والتعليب والتسويق القائم على هذه المنتجات ..
حين يغيب المطر يبدء دوما جفاف الروح وتأخذ الوجوه في العبوس أكثر وأكثر كلما إزداد الجفاف..
ويصبح القلب منكمشا والإبتسامات واهية ومن خارج القلب..
هكذا هي حياتنا في الغالب وهكذا نحن تبهجنا الحياة ونفرح بالعطاء ويتعبنا الجدب وتجدب معه ارواحنا..
من هنا تنبع حاجتنا إلى الله راوينا ومشبعنا .. الله الذي لا تجف مياهه ولا تنضب مصادره … الله الموجود معنا دوما وخيراته تسبق إحتياجنا هو المعطي ماء الحياة وهو المفرح قلب المحزون وهو المنعم في القحط والجدب بالخيرات الروحية والبركات السماوية والأرضية…
قصة السامرية الزانية إرتكزت على هذا المحور المهم جدا (الماء والري)
تعالوا نجلس قليلا بجوار الرب نستمع إليه وإليها المفتاح (3)ونرى جمال الحوار وماذا كان يدور هناك :-
٦ وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ.
٧ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَعْطِينِي لأَشْرَبَ»
٨ لأَنَّ تَلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَامًا.
٩ فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ:«كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.
١٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ:«لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا».
١١ قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟
١٢ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟»
١٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ:«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا.
١٤ وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».
١٥ قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ».
*******
أكاد أحس حنان الرب ومحبته ودفئ قلبه مع هذه المرأة المتعبة المرهقة بالخطية والتواقة للإرتواء ..
لم يفاجئها ولم يصدمها ولم يعرض عليها ما عنده أولا .. بل بدء يطلب منها من الذي عندها .. أعطيني لأشرب
أنت تبحثين عن الماء للإرتواء ؟ أعطيني لأشرب ..
يا لتواضعك يا رب وطيب نفسك وبساطتك يا لطريقتك الجميلة للولوج إلى القلب ومخاطبة الشعور…أعطيني لأشرب..
ولكنك يهودي يا سيد وأنا سامرية ومثلك لا يصح له أن يشرب أو يكلم مثلي..
وكأني أرى دهشتها في وجهها وحدقتها تتسع وملامحها تستغرب ..
كيف لهذا اليهودي أن يمد يده إلى سامرية مثلي طلبا للماء؟ بل كيف يتنازل ليكلمني أنا ؟ ما الذي يحصل ؟ ما الذي يريده هذا الرجل ؟ يا سيد اليهود لا يعاملون السامريين !
لا تعرفين فعلا يا ابنتي من الذي يكلمك؟ لو عرفتي من هو لطلبت الشبع والإرتواء منه ..
تعالي يا حبيبتي وإرتوي من ساقي العطاش ومروي الظامئين …
لو كنت تعرفين عطية الله ومن أنا .. لطلبت فأعطيتك ماء حيا..
تنظر له باستغراب أكثر .. ما به هذا ؟؟
من قليل يطلب مني أن يشرب والآن يريدني أنا أطلب منه ماءً وماءً حياً؟
من أين له الماء؟ وماء البئر عميقة ولا أرى معه حبلاً أو ما شابه ولا أظنه سيقبل إستخدام حبلي ودلوي لأني سامرية وأدواتي نجسة له..
يا سيد لا دلو لك والماء عميق!!
بدأت نفسي تطمع يا سيدي ولكن كيف ستصل وماهو ماءك الحي .. البئر لا سبيل لك إلى ماءها وأنت بلا شيء وغير البئر ماذا لديك يا سيد ؟
ألعلك أعظم من أبينا  يعقوب الذي باركنا بهذه البئر؟
نعم يا سامرية هو أعظم بكثير من أبيك يعقوب بل هو رب يعقوب نفسه الآن يكلمك ..!! أفيقي يا فتاة .. إنتبهي ..!
ألعلك أعظم من أبينا يعقوب !؟؟
رب الخليقة هنا يا صغيرتي من يكون أبوكِ يعقوب لا تضيعي الفرصة من يديك ..
إفتحي عينيك هاهو نفسه سيد  الكون ومسير الخليقة يكلمك شخصيا كغريب كإنسان كعابر سبيل ,, هنيئا لك!
إنظروا إلى الرب وكأنه يمد لها يده بحنو ويربت على رأسها ..
صغيرتي كل من يشرب من هذا الماء الذي وهبه يعقوب يعطش مرة أخرى ومن يشرب من الماء الذي يعطيه رب يعقوب لن يعطش أبدا..
ما أعظمك يا رب … ما أروعك ما أكرمك شكرا لك يا من تأتي إلينا شكرا لك يا من تجول بيننا .. شكرا لك يا مصدر إرتوائنا وشبعنا يا إله المجد وسيد الخليقة ورب كل شيء .. يا بنات اليمن تعالين كلكن قفن مع السامرية وقلن وإطلبن يا رب أعطنا من هذا الماء لكي لا نعود نعطش .. إرونا بحنانك …. إسبل علينا إحسانك إهطل على قلوبنا كأمطار الحياة.. وإسكن فينا بريك وشبعك فلا نحتاج سواه..
يا يسوع يا رب المجد…

صباح الخير يا يمن – بجانب السامرية Reviewed by on . يمن الله على بلادنا هذه الأيام بأمطار غزيرة في مناطق مختلفة من مدن وأرياف اليمن.. الظاهرة الملاحظة دائما في مثل هكذا أوقات ومواسم هي البسمة والفرح وإنتشار الألف يمن الله على بلادنا هذه الأيام بأمطار غزيرة في مناطق مختلفة من مدن وأرياف اليمن.. الظاهرة الملاحظة دائما في مثل هكذا أوقات ومواسم هي البسمة والفرح وإنتشار الألف Rating:
scroll to top