دارت عجلة الحظ فأفتقر أحد الأغنياء وقلت مشاغله وذات مساء كان جالساً في بيته وأولاده حوله وإبنته الصغيرة جالسة على ركبتيه وهو يحادثها ويلاعبها فطوقته بذراعيها الصغيرتين وقالت له : ” يا بابا إياك أن تصير غنياً مرة أخرى”.
فإستغرب منها وقال :” لماذا يا عزيزتي ؟”.
قالت : ” حتى تستطيع أن تأتي إلى البيت باكراً كما تفعل في هذه الأيام وتجلس معنا وتحادثنا وتلاعبنا”.
إن هموم الغني كثيرا ما تُنسى الوالدين واجباتهم نحو أولادهم فيشتغلون بجمع الثروة لهم بينما يضيعون عليهم أخلاقهم فيشب الأولاد على خلق غير كريم وما يكادون أن يستلموا هذه الثروة إلا ويبددونها بعيش مسرف ويبددون حياتهم معها.
“وضرب لهم مثلا قائلاً :” إنسان غني أخصبت كورته، ففكر في نفسه قائلا: ماذا أعمل، لأن ليس لي موضع أجمع فيه أثماري؟ وقال: أعمل هذا : أهدم مخازني وأبني أعظم، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي، وأقول لنفسي : يا نفس لك خيرات كثيرة، موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي، فقال له الله : يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟ هكذا الذي يكنز لنفسه ولي هو غنياً لله”. لوقا 21_16:12.